نعم هلال العيد أبكانا، وكيف لا يبكينا وهذا هو الحال الذي صارت إليه أمتنا ، كنيسة تتحكم، وكنيس ويهود بأقدارنا يتلعبون، ومُسلماتٌ لا يجدن ذا نخوة في المؤسسات الرسمية بعد أن يئسن من ذوي المروءات والديانة فيها، وصليبي وقح بعد أن دمَّر وخرَّب في مشارق الأرض ومغاربها ونُعِتَ على رؤوس الأشهاد بالرئيس المعتوه
[ الجزيرة برنامج بلا حدود الأربعاء 1/9] لا تزال سياسته ولا يزال عتَهُه وعُتُوُّه هو الذي يسود،ويحكم ويقود .
نعم هلال العيد أبكانا، فلا يزال يروجُ بيننا أن الإسلام -وهو دين العزة - رضي له الرسميون أن يكون همهمة بالأدعية، وطقطقة بالمسابح، وتمتمات بالتعاويذ، بعد أن أسلموا أعراضهم إلى مجرمي الصليبيين في أوطانهم، و ساغ لهم أن يخرصوا عن دماء المستضعفات الذي استُحِلَّ من القريب والبعيد لأنهن اخترن الإسلام دينا، وقد صار هذا الدم في أعناقهم جميعا وسيظل لعنات إلي يوم القيامة تلاحقهم في النسل والذرية ويلقونه إن شاء الله غضبا مقيتا بعد أن فرطوا في حق دينهم ،وكرامتهم، وإنسانيتهم، على هذا الحال الشنيع، وقد كان بأيديهم لو أرادوا أن يكونوا أعزة ؛ ! !
فخسروا بذلك الدنيا والآخرة ، ولا يزالون يتصدرون ويحرصون على بقاء السيادة الكاذبة، ويحتالون لدوامها ويزعمون على ذلك أنهم لا يزالون مسلمين، ولا يمكن أبدا أن تحمل القلوب الإسلام عقيدة ثم ترضى بالظلم نظاما، وبالسجون والمعتقلات شريعة وسبيلا؛ وفي صلب دينهم (وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً) (النساء:75)، وما كان الله لينصر قوما لا ينصرون دينهم ، ولا يقدرون أنفسهم، ولا يثقون بقدراتهم، ولا يقيمون لدين الله وشرعه في قلوبهم وحياتهم حرمة،ف (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لهم من دونه من وال ) (الرعد: من الآية11)لذلك كان كل ما يقع عليهم مترتب على ما كان منهم، فلا يغير الله نُعمى أو بُؤسى ، ولا يغير عزا أو ذلة ، ولا يغير كذلك مكانة أو مهانة إلا أن يغير الناس من مشاعرهم، وأعمالهم ، وواقع حياتهم، فحينئذ يغير الله ما بهم وفق ما صارت إليه نفوسهم وأعمالهم ، وهو على الدوام جل جلاله يتعقبهم بالحفظة من أمره ليراقبوا ما يحدثونه من تغيير بأنفسهم وأحوالهم ليرتب عليه تصرفه جل جلاله بهم)َلهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ)(الرعد: من الآية11)
فكيف لا يُبكينا هلال العيد ولا يزال فينا من يطلب من لله أن يُسَخِّر له السماء لتمطر علي الأمة صلاحا وحرية من غير عمل، وخيرا وعدلا بغير جهاد ، بعد أن خذلوا الحق في أنفسهم، وبددوا رصيد العز الذي ورثوه عن آباء صدق ، ثم عمدوا إلى كتاب الله يؤولونه على غير وجهه، و استعاضوا عن حقه عليهم بتوقير أحكامه ورعاية حرماته بالاستكثار من عدِّ ختماته؛ على وفق ما زين لهم الأغرار حتي يُنيموهم ويخدعوهم عن جنايتهم عليه في قلوبهم وحياتهم، فأخرجوا جيلا شائها ينسب زورا إليه ثم فرط في حقه دائما عليه.