خطبة العيد
خطبة العيدِ
الخطبة بعدصلاة العيد سنة، والاستماع إليها كذلك؛فعن أبيسعيد، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر، والأضحى إلى المصلى(موضع بينه وبين المسجد ألف ذراع)، وأول شيء يبدأ بهالصلاة، ثم ينصرف، فيقوم مقابل الناس، والناس جلوس على صفوفهم، فيعظهم، ويوصيهم،ويأمرهم،وإنكان يريد أن يقطع بعثاً(يخرج طائفة من الجيش إلىجهة)، أو يأمر بشيء، أمر به، ثم ينصرف
قال أبوسعيد: فلم يزل الناس على ذلك، حتى خرجت مع مروان، وهو أمير المدينة، في أضحى أوفطر، فلما أتينا المصلى، إذا منبر بناه كثير بن الصلت، فإذا مروإن يريد أن يرتقيهقبل أن يصلي، فجبذت بثوبه، فجبذني، فارتفع، فخطب قبل الصلاة، فقلت له: غيرتم،والله. فقال: أبا سعيد ! قد ذهب ما تعلم. فقلت: ما أعلم، والله خير مما لا أعلم.فقال: إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة، فجعلتها قبلالصلاة"متفقعليه "
وعن عبد اللهبن السائب، قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد، فلما قضى الصلاة،قال: إنا نخطبُ، فمن اًحب أن يجلس للخطبة، فليجلس، ومن أحب أن يذهب،فليذهب
رواهالنسائي، وأبو داود، وابن ماجه.
وكل ما ورد في أن للعيد خطبتين، يفصل بينهماالإمام بجلوس، فهو ضعيف ، قال النووي:لم يثبت في تكرير الخطبة شيء ، ويستحب افتتاح الخطبة بحمد اللّه تعالى، ولم يحفظعن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم غير هذا
قال ابنالقيم: كان صلى الله عليه وسلم يفتتح خطبه كلها بالحمد لله، ولم يحفظ عنه في حديثواحدأنه كانيفتتح خطبتي العيد بالتكبيروإنما روىابن ماجه في "سننه " عن سعيد، مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يكبر بينأضعاف الخطبة، ويكثر التكبير في خطبة العيدين
وهذا لا يدل على أنه كان يفتتحهابه، وقد اختلف الناس في افتتاح خطبة العيدين، والاستسقاء؛ فقيل: يفتتحانبالتكبير ، وقيل: تفتتحخطبة الاستسقاء بالاستغفار، وقيل.يفتتحانبالحمد
قال شيخ الإسلام تقي الدين: هو الصواب؛ لان النبيصلى الله عليه وسلمقال:"كل أمر ذي بال،لا يبدأ فيه بالحمد للّهفهو أجذم (ناقص)".وكان صلى الله عليه وسلم يفتتح خطبهكلها بالحمد لله، وأما قول كثير من الفقهاء: إنه يفتتح خطب الاستسقاء بالاستغفار،وخطبة العيدين بالتكبير، فليس معهم فيها سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ألبتة،والسنة تقضي خلافه، وهو افتتاح جميع الخطب بالحمد للّه .